تأليف :
الإمام الفقيه المدقق جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الحبيشي الوصابي الشافعي ( 712-782هـ )
عني به :
قصي الحلاق
نشر طيِّ التَّعريف
في فضل حملة العلم الشَّريف والرَّدِّ على ماقِتِهم السَّخيف
يطبع وينشر لأول مرة محققاً
إن الله مدح رجالاً في كتابه وأثنى عليهم، وآذن من يبغضهم أو يعاديهم بأن يرسل العذاب عليهم، فالعلم شرف الدنيا والآخرة، وعنوان الفضل وربيع القلوب، وبغية أولي النفوس الطاهرة، ودواء لمرض الجهالة، وشفاء لما في الصدور.
لأجل ذلك كان العلماء ورثة الأنبياء، وطبقة الأصفياء، وأصحاب الرتب العلية، والنفحات الربانية، وهم المرجع إن أظلت سحب المعضلات، وهم الكاشفون نقاب المشكلات؛ لأنهم أهل الذكر الذين عناهم المولى عز وجل بقوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
فكان من واجب الأمة نحوهم أن يعرفوا لهم حقهم، وأن ينزلوهم في المنزلة التي أحلهم الله فيها؛ فهم سُرُج الأمة، يأوون إليهم عند كل ملمة، وهم زينة الدهر وجمال العصر.
جالسوا العلماء وزاحموهم بركبكم؛ فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة؛ كما يحيي الأرض بوابل السماء، وكن عالماً أو متعلماً أو محباً، ولا تكن الرابع فتهلك.
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ
|
على الهدى لمن استهدى أدلَّاءُ
|
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
|
والجاهلون لأهل العلم أعداء
|
ففز بعلم تعش حياً به أبداً
|
الناس موتى وأهل العلم أحياء
|
وهذا الكتاب كتابٌ مفيد في بابه، يزهو بحقٍّ على أترابه؛ فهو ينشر فضل العلم، ويكشف سموَّ حَمَلته، ورفعة ناقليه، ويذود عن لحوم العلماء ويدافع عن هؤلاء الأصفياء.
فالكتاب حافل بمناقب العلماء، وفضائل حملة الشَّريعة الغرَّاء؛ ففصوله مزيَّنة بنصوص من الكتاب والسُّنَّة تبرهن على رفعة العلماء وعلوِّ قدرهم.
كما أضاف إلى ذلك حِكماً بالغة من حكم الأقدمين، وآثاراً من أقوال السَّالفين، وقصصاً تحوي عبراً، ومواقف مثاليَّة لأئمَّةٍ أبانت عن عزَّة العلم والعلماء.
وتخلَّل ذلك مناظيم حكميَّة، وأشعار هادفة، تهدي إلينا عصارة فكر الأقدمين.
فدونك عزيزي القارئ هذا الكتاب الذي تخرجه دار المنهاج لأوَّل مرَّة محققاً في ثوبه القشيب.
والله الهادي للصّواب
|