تأليف :
الإمام الفقيه شيخ الأزهر جمال الدين أبي محمد عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي ( ت1171هـ)
عني به :
محمد المحمد
الإتحاف
بحب الأشراف
يطبع وينشر لأول مرة محققاً
لقد أوجب الحق سبحانه حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنام، وقرن بحبه حب آل بيته وصحابته الكرام، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».
ومن تعظيم النبي وتوقيره.. إجلال آل بيته وذريته رضي الله عنهم وأرضاهم، ولا سيما وقد وصانا صلى الله عليه وسلم بآل بيته، لقد خطب يوماً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد: أيها الناس؛ إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثَقَلَين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي...» الحديث.
وكان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: (ارقبوا محمداً في أهل بيته).
ويقول أيضاً: (والذي نفسي بيده؛ لأن أصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أحبُّ إليَّ من أن أصل قرابتي؛ لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهذا الكتاب من عمدة الكتب التي تصوِّر عقيدة أهل السنة والجماعة بحبِّ آل البيت الأطهار دون إفراط أو تفريط، خطّته يراعة شيخ الأزهر في عصره، العلامةِ الشبراوي رحمه الله تعالى.
قال في تقديمه: (فما زلت مذ كنت طفلاً مولعاً بحب آل البيت الأطهار، مغرماً بسماع ما لهم من كريم الأخلاق وجميل الأخبار؛ شغفاً بمن ينتمون إليه، وحبّاً فيمن يحوم صادح شرفهم عليه صلى الله عليه وسلم، وقد عزمت على خدمة مقامه الشريف بجمع بعض ما عثرت عليه من مناقبهم، وإبداع ما يشير إلى عالي مراتبهم...).
فجاء كتابه هذا مائس الأعطاف، داني القطاف، مطأطئ الأكناف، لجناب السادة الأشراف، مذكِّراً بفضائلهم وخصائصهم، وملهباً القلوب بمحبتهم والتمسك بآثارهم، ولم يبخل علينا المؤلف بذكر غرر من القصائد والأشعار بحب آل البيت الأطهار، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه بحبهم:
يا آل بيت رسول الله حبكم
|
فرض من الله في القرآن أنزله
|
يكفيكمُ من عظيم الفخر أنكمُ
|
من لم يصل عليكم لا صلاة له
|
وحسب دار المنهاج أن يكون لها قصب السبق لإحياء هذا الكتاب الجليل في بابه، وهي تحفِّز قارئها أن يصدر هانئاً عن صافي موارده.
والله المُلهم والموفق للصّواب
|