تأليف :
الشريف أبي العباس أحمد بن زيني دحلان الحسني الشافعي (1232-1304 هـ)
تحقيق :
اللجنة العلمية بمركز دار المنهاج للدراسات والتحقيق العلمي
تقريب الأصول
لتسهيل الوصول لمعرفة الله والرسول صلى الله عليه وسلم
يطبع وينشر لأول مرة محققاً
نحمدك اللهم يا من بتيسير الأصول يسَّرت على عبادك أسباب الوصول، فسطعت سواطع الجمال، وبرقت بوارق الجلال، والصلاة والسلام على من أوتي عوارف المعارف، فأنقذنا من المحالك والمتالف؛ فهو صاحب الدعوة التامة، والرسالة الجامعة العامة، من نصحنا بالنصائح الدينية، ووصانا بالوصايا الإيمانية، فأوضح صلى الله عليه وسلم الطريق للسالكين، ونشر أعلام الحقيقة للسائرين، فشرع منهاجاً للصحابة والتابعين، ومن تبعهم إلى يوم الدين.
إن تزكية النفس وتهذيبها هو الغاية المقصودة؛ ولهذا سطَّر العلماء المؤلفات العديدة في هذا الشأن، وإن من أنفس ما صُنف في هذا الباب، وأجمل ما يقتنيه ذوو الحجا والألباب.. هذا الكتاب المسمى: «تقريب الأصول لتسهيل الوصول»، فقد وافق الاسم المسمى، وحقق المثل المشهور: (أهل مكة أدرى بشعابها)، ولسان الحال ينادي معلناً بين الورى: حسبي هذا الكتاب كل الصيد في جوف الفرا.
انعقدت على هذا الكتاب المبارك الخناصر؛ لما حواه من الذخائر والجواهر؛ فهو يزكي الطباع ويهذِّبها، ويربي النفوس ويؤدِّبها، أشرقت أنوار المعارف من صفحاته، وتجلَّت للسائرين في الطريق نجوم آياته، مورد لكل ظمآن، ومنهل لأهل العرفان، حوى سير الصالحين، وكشف عن مكنون كنوز العارفين، وجمع النفائس والدرر، التقطها المؤلف من كتب أهل الذوق والتزكية، وصاحب الكتاب هو نووي زمانه، وسيبويه أوانه، مفيد الطالبين وكعبة القاصدين، وإمام المفتين، شيخ الإسلام، وإمام البيت الحرام، ومفتي السادة الشافعية، وسليل أهل البيت الكرام، العلامة أحمد زيني دحلان رحمه الله تعالى، فإليكم كتاباً جامعاً في تزكية النفس وتهذيبها، يقرب الأصول ويسهل الوصول لمعرفة الله والرسول.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم
|