تأليف :
الإمام المؤرخ الأديب صلاح الدين أبي الصفاء خليل بن أيبك الصفدي الدمشقي الشافعي (696-764 هـ)
تحقيق :
الدكتور محمد عايش موسى
كشف السر المبهم
في لزوم ما لا يلزم
يطبع وينشر لأول مرة محققاً
الإمام الصفدي رحمه الله تعالى أعجوبة عصره، ووحيد دهره، ومن طالع مؤلفاته وسبر تراثه.. عرف قدر الرجل وعلمه، فهو الأديب البلاغي الناقد الذي علا كعبه، والآثار شاهدة بذلك، وكلما بحثنا في تراث الأجداد.. ازددنا يقيناً بعظمة موروثنا، فلله الحمد والمنة على جميع المكرمات.
وها هو الإمام الصفدي يهدي للمكتبة العربية مؤلفاً جديداً لم ينسج على منواله، ولم يسبق إلى مثاله، حتى تصدى لنقد العمالقة ممن تقدَّمه؛ كابن الأثير وابن سنان الخفاجي، وابن جبارة والصفي الحلي وغيرهم، مع تفنيده لذلك بالرأي والدليل، من غير انحراف وراء الذات، فرسم بذلك نموذجاً يؤتسى به في النقد العلمي والتجرد الموضوعي، ودخل في السجالات الأدبية التي دارت رحاها ما بين القرن السادس والتاسع الهجري حول «مقامات الحريري» و«المثل السائر»، وكتاب «الغيث المسجم» مما يظهر أدبه الناقد وبلاغته وعلمه.
وهذا الكتاب الذي نقدمه وينشر لأول مرة، ولم يسبق للباحثين دراسته ولا الإشارة إليه، مع أنه الوحيد في بابه، والسابق على أترابه، إذ تتبع المؤلف ظاهرة بلاغية درج عليها الشعراء والأدباء؛ وهي لزوم ما لا يلزم، أو الالتزام، أو الإعنات؛ وهي أن يلتزم الشاعر أو الناثر قبل حرف الروي بحرف آخر أو أكثر فيأتي به في جميع القوافي إن كان شعراً، أو في جميع فواصل الكلام إن كان نثراً، وقد التزم المعري في ديوانه «لزوم ما لا يلزم»، والسرقسطي في مقاماته «اللزومية» شعراً ونثراً، والصفدي أول من أفرده بالتصنيف، وتتبع شواهده، ثم أورد من نظمه ونثره، فختم بها الكتاب والتزمها على حروف المعجم ولم ينقص حرفاً، واشتمل الكتاب أيضاً على نصوص شعرية ونثرية تبصر النور لأول مرة، فإليكم «كشف السر المبهم في لزوم ما لا يلزم».
وصلى الله على سيّدنا محمّدٍ وآله وصحبه وسلّم
|