تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري المكي الشَّافعي (1348-1441 هـ)
الكوكب المشرق
في سماء علم المنطق
على السلم المنورق
كتاب يشي عنوانه بمضمونه ، وتشرئب الأعناق لمعرفة مكنونه ، كوكب أشرق وأنار ، في سماء علم المنطق لمن قد احتار ، فأرشده إلى سبيل المهتدين ، وأنقذه من أيدي الحائرين ؛ ليصل به إلى مرتبة أهل اليقين .
فعلم المنطق بحر لا ساحل له ، وغور لا قعر له ، فلا بد من سابح عوَّام ، غوَّاص يستخرج الدر للأنام ، وهو علم لا يدركه إلا ذوو الأفهام .
وقد فصل العلماء القول في جواز تعلمه وتعليمه ، وقسموه إلى قسمين :
أحدهما : ما هو خالٍ عن ضلالات الفلاسفة المكفرة وغيرها ، وهذا لا إشكال في جواز الاشتغال به ، بل هو فرض كفاية على أهل كل إقليم ؛ وذلك لدرء الشبه والرد على المتفيهقين ، والحِفَاظ على بيضة الدين ، ولقد ألف العلماء في ذلك كتباً تُعَدُّ من هذا القسم ؛ كـ « السلم المنورق » ، و « مختصر السنوسي » ، و « مختصر ابن عرفة » ، ورسالة أثير الدين الأبهري المسماة بـ « إيساغوجي » ، و « متن الشمسية » للكاتبي ، و « متن التهذيب » للسعد التفتازاني .
والثاني : ما ليس خالياً من تلك الضلالات والشبهات ، مثل كتاب « الطوالع » للبيضاوي ، و « المطالع » ، و « المواقف » ، و « المقاصد » ، وهذا هو الذي جرى فيه الاختلاف بين العلماء في جواز الاشتغال به .
و « السلم المنورق » أول حلقة في هذا العلم ، نظمه العلامة الأخضري ، المتوفى سنة ( 983 هـ ) ، ولقد نظم « السلم » وهو في مقتبل عمره ، وكتب الله له القبول ، فقال في آخر نظمه متواضعاً معتذراً :
وقل لمن ينتصف لمقصدي :
|
اَلعذرُ حقٌّ واجبٌ للمبتدي
|
ولبني إحدى وعشرين سنهْ
|
معذرةٌ مقبولةٌ مستحسنهْ
|
ثم قام العلامة الأمين الهرري ـ حفظه الله تعالى ـ بوضع شرح يكشف اللثام عن مخدرات هذا النظم ، ويبرز مكنوناته لأهل الفهم ، فقربه لطالبيه ، ويسَّره لمريديه ، فغدا كوكباً مشرقاً في سماء علم المنطق يتلألأ ، ثم زادنا من الشعر بيتاً : فأتحف كل مبحثٍ بإعراب أبياته ، جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .
وإننا لنسر بتقديم كل نافع مفيد ، لأهل العلم من تليد وجديد ، رجاء دعوة صالحة تنفع يوم الوعيد ، ربنا وفقنا لما تحب وترضى من القول والعمل .
وبالله العون والتوفيق
|