تأليف :
العلامة المحقق المؤرخ الخطاط أبي عبد الرحمن محمد طاهر بن عبد القادر بن محمود الكردي الشافعي (1321 - 1400هـ )
تحقيق :
اللجنة العلمية بمركز دار المنهاج للدراسات والتحقيق العلمي
تحفة العباد
في حقوق الزوجين والوالدين والأولاد
يطبع وينشر لأول مرة محققاً
هذه تحفة يهديها مؤلفها رحمه الله تعالى لأفراد المجتمع كافة؛ للزوجين والوالدين والأولاد، وصلاح المجتمع بصلاح الفرد، فلا بد من بناء الفرد والأسرة النواة والأساس للمجتمع.
وكتابنا هذا لطيف حجمه، عظيم قدره، بطينٌ إذا قُورن بأمثاله، يعلم مكانته من تصفحه وأمعن النظر في طياته، وإنه لكتاب تحتاجه الأمة الآن ليأخذ بيد الصغير والكبير لبَرِّ الأمان.
تناول المؤلف رحمه الله تعالى في تحفته هذه ثلاثة أمور مهمة: بر الوالدين، وحقوق الزوجين، وتربية الأولاد، ومن أراد السعادة دنيا وأخرى.. فليبر والديه، ومن بَرَّهُما وأحسنَ اختيار زوجته.. فقد برَّ أبناءه، وأسس على التقوى بناءه.
لقد فضل الإسلام بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، وجعل أسَّ أسباب البركة في العمر والرزق بر الوالدين، ولقد بلغ العقوق بأناسٍ مبلغه؛ حتى أدخلوا آباءهم دار المسنين، وهذا غاية الجحود والنكران.
هل فكرت في قصة بقرة بني إسرائيل لمن كانت وبكم باعها، وأنه ما بلغ ذلك إلا ببره لأمه.
وسيدنا أويس القرني ما بلغ هذه المرتبة إلى أن ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه إلا ببره لأمه!!
فمن كان له أبوان.. فليغتنمهما قبل فوات الأوان، وعندها ولات حين مندم.
وأما الأمر الثاني - وهو الذي استفتح به الكتاب -: فهو حقوق الزوجين، والحث على العفاف؛ فمن أراد الغنى وسعة الرزق.. فعليه بالزواج، هذه فطرة الله التي فطر الخلق عليها.
ثم عرج إلى الأمر الثالث: وهو تربية الأولاد وحقوقهم؛ من اختيار أمهم، وتحسين أسمائهم، والعق عنهم، وتأديبهم وتربيتهم وتعليمهم القرآن الكريم؛ فالولد غرسك وثمرتك، وهو صحيفة بيضاء؛ فاعلم ما تكتب فيها.
هذا، ولم يبخل المؤلف رحمه الله تعالى بأن يذكر لنا بعض النوادر والقصص مما لا يمل سماعه، فجاء هذا الكتاب تحفة بحق، ووافق الاسم المسمى.
ودار المنهاج تتحف قراءها بهذه الدرة الثمينة، والقلادة الغالية، التي تعلق على جيد الزمان، ويُسرُّ بها القاصي والدان، نسأل الله أن يرزقنا بر آبائنا وأمهاتنا، وأن يصلح الأزواج والزوجات، والبنين والبنات؛ إنه سميع مجيب.
والحمد لله الّذي تتم بنعمته الصّالِحاتُ
|