تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري الشَّافعي
الفلك المشحون
من نفائس الجوهر المكنون
سِفْرٌ بديع جليل ، ومؤلَّف قليل النظير والمثيل ، حوى درر البلاغة ، وأصول البيان والبديع ، كتاب جليل القدر عظيم الشأن .
شرح فيه مؤلفه منظومة العلامة الأخضري ، الموسومة بـ « الجوهر المكنون » ، الذي اشتمل على غالب قواعد كتاب « التلخيص » شرحاً سهلاً ميسراً ، تقر به عيون الناظرين ، وتسر به آذان السامعين .
ومرقاة البلاغة التي تزل عنها الفصحاء ، ومعارجها التي تختلج دونها البلغاء هي وضع كل كلمة في الموضع الذي يليق بها ؛ حتى تجيء خفيفةً على اللسان ، تشرئب لها الأعناق والآذان .
ولهذا العلم أسس وقواعد ، لا بد للطالب أن يعلمها ويفهمها حتى يغوص على الدر ، وإلا . . كيف يخوض في غوامضه من لم يعرف مبادئه ؟!
ففهم القرآن والسنة ، وإدراك مخدراتهما . . هو من السهل الممتنع كما يقال ، وهو الأمر يُتظنَّى نَيلُه ، فلا يدرك ذيله :
تراه عيون الناظرين إذا بدا
|
قريباً ولا يَسْطيعهُ من يروقُهُ
|
أو كما قال المتنبي :
كأنه الشمس يُعْيِي كفَّ قابضه
|
شعاعُها ويراه الطرف مقتربا
|
وهذا الكتاب يدلنا على أقسام علم البلاغة الثلاثة : المعاني والبيان والبديع ، ثم يعرج على الخبر والإنشاء وأقسامهما ، والذكر والحذف ، والتقديم والتأخير ، والوصل والفصل ، والإيجاز والإطناب والمساواة ، والتشبيه وأقسامه ، والحقيقة والمجاز وأنواعه ، والاستعارات والكنايات ، والمطابقة والمقابلة ، والتورية ، واللف والنشر ، والجمع والتفريق ، والجد والهزل ، والجناس والسجع ، والاقتباس والتضمين ، إلى غير ذلك مما يتضمنه هذا العلم .
حقاً إن البلاغة هي ذروة سنام العربية ولبها ، وتاجها وجوهرها ، كيف لا وبها يفهم الكتاب الحكيم ، وسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟
فهذا هو الفلك المشحون من نفائس الجوهر المكنون ، أهداها علامة زمانه ، وشيخ أوانه الأمين الهرري ـ حفظه الله تعالى ـ لطلاب العربية ؛ ليكون لهم معيناً على فهم البلاغة بعد أن استعجمت على أهلها ، نقدمه لطلاب العلم عامة ، ولأهل العربية خاصة في حلة قشيبة ، نرجو ثواب ذلك من الملك العلام .
والحمد لله أولا وآخرا
|