تأليف :
الشيخ إبراهيم بن شعيب المالكي
إبهاج العقول
شرح المنظوم بالمأثور في علم الأصول
على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه
إن علم أصول الفقه هو واسطة النظام بين علمي الفروع والكلام ، وإليه تصبو الأئمة الأعلام ؛ لتحرير المسائل وتقرير الدلائل في معظم الأحكام .
لقد علا كعبه على العلوم ، وامتاز به أهل الحجا والفهوم ، وبه عُرفت الدلائل والنقول ، وتُحال بواسطته الفروع إلى الأصول ؛ ليستبين الحق ويتضح ، وتبتهج الصدور وتنشرح .
وإن علماً هذا وصفه . . لَحَرِيٌّ أن تُعبَّدَ طرق الوصول إليه ، وأن تتوجه قلوب الطلبة وأنظارها إليه .
والطرق الموصلة هي الكتب والمؤلفات ، وخاصة تلك التي تمتاز بسهولة العبارة وحل المعقَّد وشرح المعمَّى دون تطويل ممل ، ولا اختصار مخلٍّ .
ولقد جمع كتابنا هذا المجد من أطرافه ؛ لأنه حوى روائع في فن أصول الفقه نظماً ونثراً لعلماء أجلة .
فهو عبارة عن ثلاثة أعمال قيمة للأئمة الأعلام : ابن جزي ، وابن عاصم ، والشنقيطي ؛ فقد ألف الأول مختصراً في أصول الفقه على مذهب إمام المدينة مالك رحمه الله تعالى ، ثم نظمه الثاني نظماً ميسَّراً حوى جل معانيه ، ثم علق عليه الثالث تعليقاً علمياً راقياً .
أراد الشيخ إبراهيم بن شعيب رحمه الله تعالى أن يجمع بين الثلاثة ؛ ليكون المجموع مدرسة لأصول الفقه المالكي ، يربي عند الطلاب ملكتهم الأصولية في المرحلة التالية للمراحل الأولى في دراستهم لهذا الفن .
فاستقامة منهج ابن جزي وشمولية جمعه ، وحسن ترتيبه وتنسيقه ، مع سلاسة نظم ابن عاصم وعذوبته واستيعابه ، مضافاً إليهما غزارة علم الشنقيطي وبراعة شرحه لمسائل الفن . . كلُّ ذلك يعين الطالب على دراسة الأصول دراسة مجدية ، يحصل منها فوائد جمة تأخذ بيده لإدراك أسرار هذا الفن .
ونزيدك من الشعر بيتاً فنقول : وتوفيق الله للعلامة إبراهيم بن شعيب على هذا الجمع . . أعظم دليل على جلالة قدره وبُعْد نظرته ، شكر الله له صنيعه ونفع به ، وأنزل على قبره شآبيب الرحمة .
ولله الحمد والمنة
|