تأليف :
الشيخ إبراهيم بن شعيب المالكي
الرجولة
في علم السلوك الإسلامي
الرجولة قوام الأمة وعماد المجتمع ، ولا تقوم لأمةٍ قائمة إلا برجالها ، فهم حملة الدين وهم الفاتحون المجاهدون ، وهم المنفقون المؤدبون المعلمون ، وهل وصلنا الدين إلا بالرجال ؟! قال تعالى : ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ .
رجال بإيمانهم بثباتهم ، رجال بصدقهم بوفائهم ، رجال بشجاعتهم بأخلاقهم ، رجال بحيائهم بمروءتهم . . فهؤلاء هم الرجال حقاً ، وليست الرجولة تربية عضلات ، ولا إطالة شارب ، ولا إبراز شعر اليدين والصدر ، وليست الرجولة بطشاً وعنفاً وتعدياً ، وظلماً وقهراً واستبداداً ، كما فهمه بعض الصعاليك .
فمن أراد أن يتعرف على معنى الرجولة وكمالها ، وقوانينها وخصالها ، ومقاييس الرجال وطبقاتهم ، وحرفهم وأخبارهم ، وطرائف وحكايات عنهم ، وما قيل في الرجولة والرجال . . فليطالع هذا الكتاب الماتع المفيد .
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : ( الناس ثلاثة : فرجل رجل ، ورجل نصف رجل ، ورجل لا رجل ، فأما الرجل الرجل . . فذو الرأي والمشورة ، والرجل الذي هو نصف رجل . . فالذي له رأي ولا يشاور ، وأما الرجل الذي ليس برجل . . فالذي ليس له رأي ولا يشاور ) .
أعجبتني كلمة وآلمتني في آنٍ معاً من رجلٍ درس الإسلام فقال بإعجاب مرير : ( يا له من دينٍ لو كان له رجال !! ) .
اختلطت المفاهيم واختلفت الأعراف ، ودخل الزيف في كل شيء ، وكثر التلوُّن ، وانتشر أشباه الرجال ولا رجال ، وكثر المخنثون .
لقد حوى هذا الكتاب درراً غالية ، ونفائس مستجادة ، وحلولاً لمشاكل ، وتصويبات لأخطاء ، فمن ورد معينه . . شرب منه وارتوى .
أحمد ربي على خصالٍ
|
خص بها سادة الرجالِ
|
لزومُ صبرٍ وخلعُ كبرٍ
|
وصونُ عرضٍ وبذل مالِ
|
فعلينا بأمثال هذا الكتاب أن نتعلم ( صناعة الرجال ) كيف تكون وما هي السبيل إلى تكريس هذا المعنى في الناشئة ؛ حتى نبني قواعد الرجولة على أساس متين .
والله الموفق والمعين
|