تأليف :
العلامة الشيخ أحمد جابر جبران
النفحات المكية
في الفوائد الفقهية
كتاب عنوانه يدل على مضمونه ، ولا بد لمن تصفحه أن يغترف من معينه ، منهل عذب للشاربين ، ومورد سائغ للمتفقهين ، حوى درراً فريدة ، وأحكاماً سديدة ، كتاب لا يُمل حديثه ، ولا يسأم جليسه ، يتنقل بين فوائده ، ويقتنص من شوارده ، يعلم قدره من نظر فيه .
جمعه مؤلفه رحمه الله تعالى من كتب شتى ، وأمضى في جمعه أنفاساً ثمينة من حياته ، أودعه فوائد يحتاجها المتفقهون ، ولا يستغني عنها المدرسون ، ويستفيد منها الطلاب المجتهدون .
جعل كتابه كروضة غناء ، حوت أزهاراً متنوعة ، وكأنَّ المطالع فيه نحلةٌ تنتقل من زهرةٍ لأخرى ، تجتني العسل دون كللٍ أو ملل ؛ وكأنَّ لسان حاله يقول :
احرص على كل فنٍّ تبلغ الأملا
|
ولا تموتن بفنٍّ واحدٍ كسلا
|
النحل لما رعت من كل فاكهةٍ
|
أبدت لنا الجوهرين الشمع والعسلا
|
الشمع في الليل ضوءٌ يُستضاء به
|
والشهد يبري بإذن البارئ العِللا
|
أودع المؤلف رحمه الله كتابه درراً متنوعة ، ومسائل وفوائد ، وتنبيهات وتتمات ، وفروعاً وتقييدات قَلَّ أن تجدها في كتاب ، جمعها أثناء تدريسه لكتاب « فتح القريب المجيب » للعلامة الفقيه ابن قاسم الغزي على « متن أبي شجاع » .
فقد قال في مقدمة الكتاب : ( أما بعد : فهذه فوائد جمعتها وأمليتها أثناء تدريسي لـ « فتح القريب المجيب » لابن قاسم الغزي على « متن أبي شجاع » ، انتخبتها من بعض الكتب الفقهية المعتمدة مثل : « المجموع » ، و « الروضة » ، و « حاشية البجيرمي » وغيرها كـ « بغية المسترشدين » ، وأمليتها على الطلاب في حلقات التدريس بمنزل الحبيب العلامة الداعي إلى الله السيد محمد بن السيد علوي المالكي وذلك تتميماً للفائدة وابتغاء وجه الله . . . ) .
مشى المؤلف رحمه الله تعالى في ترتيب كتابه على أبواب الفقه ، فجمع وأوعى ، وخلف ميراثاً نافعاً له ولمن بعده .
إنما المرءُ حديثٌ بعده
|
فكن حديثاً حسناً لمن وعى
|
فهذا السفر النافع هو نفحاتٌ مكية ، حوت أنفاساً يمانية ، في فوائد فقهية ، لطلاب الشريعة المحمدية ، نسأل الله قبوله والنفع به .
والله الموفق وبه الإعانة
|