تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري الشَّافعي
نزهة الألباب وبشرة الأحباب
في فك وحل معاني ملحة الإعراب
ملحة الإعراب ، أرجوزة في النحو سارت بها الركبان ، وطار خبرها بين البلدان ، فذاع صيتها ، وانتشر خبرها ، وظهر في المتعلمين أثرها ، فحفظها الصغار والكبار ، وردَّدوها في الليل والنهار .
وهي من تأليف وحيد عصره ، وفريد دهره ، وأديب زمانه ، وعلامة أوانه الإمام أبو محمد الحريري صاحب « المقامات » التي هي أشهر من نار على علم ؛ فقد بزَّ فيها من سبقه ، ولم يلحقه من أتى بعده ، وصاحب « درة الغواص » ، وصاحب هذه الدرة النفيسة ، التي سماها « ملحة الإعراب » .
فشرحها العلماء ووضعوا عليها الحواشي .
وممن اشترك بهذا المغنم سيبويه عصره وسيوطي زمانه العلامة الأمين الهرري ـ أمده الله بمدده ـ فوضع عليها شرحاً وافياً بعبارة سهلة ميسرة .
قال ـ حفظه الله ـ في مقدمة شرحه : ( فقد سألني بعض حذَّاق الإخوان ، ممن عاصرونا في هذا العصر والأوان ، ولازمونا في حرم الله ذي الأمن والأمان : أن أضع لهم شرحاً لطيفاً على « ملحة الإعراب » لأبي محمد القاسم بن علي الحريري البصري ، يعرب مبانيها ، ويَحُلُّ معانيها ، مقتصراً على أرجح الأوجه في إعرابها ، متحاشياً عن الإطناب في حل معانيها ، استغناءً عنه بما سُطِّر في المطولات وشُرح في المبسوطات ، وقصدي به : أن ينتفع به المبتدؤون ، وإن كان لا يستغني عنه من له رغبة من المنتهين ) .
وقال الناظم الحريري رحمه الله تعالى في ختام « ملحة الإعراب » :
وقد تقضت « ملحة الإعراب »
|
مُودعةً بدائع الآدابِ
|
فانظر إليها نظر المستحسنِ
|
وحسِّن الظن بها وأحسنِ
|
وإن تجد عيباً فسُدَّ الخللا
|
فجل من لا عيب فيه وعلا
|
والحمد لله على ما أولى
|
فنِعْمَ ما أولى ونعم المولى
|
والله ولي التوفيق
|