تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري المكي الشَّافعي (1348-1441 هـ)
الدرر البهية
في إعراب أمثلة الآجرومية
وفك معانيها وبيان ضوابطها وعللها
متن الآجرومية يُعدُّ من أنفع المختصرات النحوية ، التي لا يستغني عنها المبتدئون ؛ وذلك لسهولة أسلوبها ، ويسر فهمها ، وكثرة تقسيماتها ، وسعة تفريعاتها ، وكثرة شرَّاحها ، وما ذاك إلا لإخلاص مؤلفها رحمه الله تعالى .
وإن كتاب الدرر البهية غاص في بحار الآجرومية ؛ ليستخلص لنا جواهر ودرراً ينتفع بها المبتدؤون ، ويستأنس بها المتقدمون ، ويتدرب عليها الطلاب المجدون .
فهو شرح ناجح وإعراب واضح ، وضعه مؤلفه للأطفال المبتدئين ؛ ليأخذ بأيديهم إلى الطريق المستقيم ، ويقوِّم ألسنتهم بالمنهج القويم ، فشرح المتن شرحاً ميسراً ، بعبارة سلسة هينة لينة ، وأعرب الأمثلة التي وضعها بالتفصيل ؛ لتكون دربة للمبتدئ على الإعراب ، حتى تتوفر له الملكة الإعرابية في لهوات لسانه .
وجعل المتعلم كالضيف ، وخاطبه في آخر الكتاب متواضعاً فقال : ( وها أيها الطالب الذي قد صار ضيفاً في هذا الفن ، وها أنا مثلك من أطفال جميع الفن ، غير أني متشبه بمن على هذا الطريق عول ، متمثل بما أنشده الأول :
فتشبَّهوا إن لم تكونوا مثلهم
|
إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ
|
ولكن المحادثة تزيل وحشة الضيفان ، والملاعبة تورث الجودة في الصبيان ، والملاومة تؤثر المجانبة بين الجيران . . . ) .
ونصحه بأن يكتب وينسخ ويرد الموارد ؛ لينهل ويرتوي ، وألا يتعود النحت والاقتصار ؛ فإن الحشو بقولهم : ( إلخ ) دأب أرباب الكسل والاحتيار ، تعلموا علوم الأحرار ، وتأدبوا بآداب الأخيار ، لتدخلوا حلقة تعليم سنن المختار ﷺ .
وإننا نقدم هذا الكتاب تحفة للمبتدئين ، لبراعم الأمة ورجال الغد ، فهذا الكتاب أول الغيث ، وهو قطرة من بحر مؤلفه حفظه الله تعالى ، فخذه بكلتا يديك ، وأمتع به سمعك وناظريك .
والحمد لله رب العالمين
|