تأليف :
العلامة الشيخ محمد عوامة
حجية أفعال رسول الله ﷺ
أصولياً وحديثياً وفيه عصمته ﷺ
من الخطأ والخطيئة
أصل الكتاب ندوة ألقاها المؤلف حفظه الله تعالى في دار الحديث الحسنية بالمغرب ، وكانت حول تمييز أحوال النبي ﷺ وأثره في تقليل الاختلاف ، ثم رأى من الفائدة نشر ما كتبه مع زيادات في كتاب ؛ لتعم الفائدة فاستفتح الكتاب بتعريف السنة ، وما المراد بأحوال النبي ﷺ وأفعاله ، وهل هي حجة كلها كأقواله أو لا ؟
فذكر قول الحافظ السخاوي رحمه الله بأن تعريف الحديث والسنة : هو الأقوال والأفعال ، والتقريرات والصفات ، والمغازي والسِّير ، حتى الحركات والسكنات في اليقظة والمنام ، ثم عرج المؤلف على قضية هامة وهي الاعتقاد بعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وما المراد بالعصمة ، وما يرد على ذلك من خوارم للعصمة بسرد أمثلة لذلك ، والرد عليها وبيانها ، وإيضاحها .
وقد بحث المؤلف هذه المسألة من جهتين : من جهة أصولية مما يتعلق بعصمة الأنبياء عامة وعصمة نبينا خاصة عليه الصلاة والسلام وما يتعلق بذلك .
ثم بحث ذلك من جهة حديثية ، بذكر الآيات الآمرة باتباع النبي ﷺ ، ثم ببيان موضع الشاهد منها .
قال الله تعالى : ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ فإن الله تعالى مدحه بهذه الآية الكريمة ، وزكَّاه وصدَّقه فيما سيخبر به قومه من عجائب ما رأى في الإسراء والمعراج ، وإذا كان كذلك في هذا المقام . . فهو في غيره أولى من باب أولى ، قال الحافظ ابن حجر : ( إنه ﷺ لا ينطق عن الهوى ، ولا يفعل بالهوى ) .
ولما سئل عن سهوه في الصلاة فقال : « إنِّي لأَنْسَى أو أُنسَّى . . لِأَسُنَّ » ﷺ ، وهذا لئلا يظن ظانٌّ أو يتفيهق متفيهقٌ فيتطاول على مقام النبوة العلي ، فليحفظ لسانه ، وليعرف قدر نبيه ﷺ .
وهذه المسألة من المسائل المهمة التي ينبغي للمسلم ألا يجهلها ، ولأهمية هذه المسألة قدمها المؤلف للقراء الكرام ، يبتغي بذلك وجه الله تعالى ، فجزاه الله عن المسلمين خيراً على ما بذله من جهد .
والله ولي التوفيق
إبهاج العقول
|