تأليف :
العلامة الشيخ محمد عوامة
تحقيق :
العلامة الشيخ محمد عوامة
أدب الاختلاف
في مسائل العلم والدين
عنوان يشد قارئه ليسبر غور الكتاب ويأخذ الدرة اليتيمة ، عنوان ينم لك عن مضمون الكتاب ، ولا تملك نفسك إلا بقراءة الكتاب من ألفه إلى يائه ، ولا سيما ونحن في عصرٍ تفاقم فيه الاختلاف تفاقماً كبيراً جداً ، نتج عنه انحراف متفاقم عن الخط الأدبي اللازم لطالب العلم أن يتحلَّى به ؛ لئلا ينقلب الاختلاف إلى خلاف وشقاق .
لقد استلَّ المؤلف حفظه الله تعالى يراعته ـ كالطبيب يستل مبضعه ليعالج مبتلىً ـ فأعملها وسطرت كلمات نسأل الله أن تكون له ذخراً في آخرته ، وأن تكون الترياق لكثير ممن حادوا عن الطريق المستقيم ، وأن يكون هذا الكتاب شمساً تنير حِنْدس الظلام الذي خيَّم ؛ فيوضح الدرب للسائرين ، بنماذج من اختلاف العلماء السابقين ، أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين .
فاستفتح الكتاب بذكر وبيان معنى الاختلاف ، والفرق بينه وبين الخلاف ، وأسباب الاختلاف ومجالاته ، وحكم الاختلاف في الفروع ، وشروط الاختلاف المشروع .
وأما الجانب الثاني من جوانب الكتاب . . فهو الأدب ؛ اشتقاقه ومعناه ، وحاجة المجتمع إليه ، وخاصة عند الاختلاف .
حكى الحافظ الذهبي عن يونس بن عبد الأعلى قال : ما رأيت أعقل من الشافعي ؛ ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : ( يا موسى ؛ ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة !! ) فقال الحافظ الذهبي مُعقِّباً : ( هذا يدل على عقل هذا الإمام وفقه نفسه ؛ فما زال النظراء يختلفون ) .
ثم ردَّ المؤلف ـ حفظه الله تعالى ـ على بعض شبهاتٍ تَرِد ضمن ما نحن بصدده ، فاستوعبها بحثاً ، وأيَّد ذلك بالأمثلة المفيدة .
ثم ختم المؤلف الكتاب بمبحثٍ سماه : قوارب النجاة وسبل الخلاص من الواقع المؤلم ، وههنا بيت القصيد ؛ فسبيل خلاصنا مما نحن فيه كلمة واحدة : العودة بنا إلى ما كان عليه سلفنا الصالح في العلم والعمل .
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
|
ولو عظَّموه في النفوس لعَظَّما
|
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
|