تأليف :
الشريف حامد بن أحمد مشهور الحداد ( 1350 - 1434 هـ )
الحضارة الإسلامية
وثوابتها أمام تحديات الحضارة والعولمة الوافدة
نخرت أمراض شتى جسم الشرق الأوسط حتى أضحى كالخلال من الهزال، بل دنت أعصابه من فقد الإحساس، ولم يعد يقوى على الحراك، وربما كانت أشد الأدواء فتكاً به ريح التغيير الموبوءة التي تهب من الغرب، والتي تكاثفت عواصفها في هذه الأيام، حتى غدا الشرق الأوسط ملعب أهواء ومركز ضجيج.
لكننا نأمل ونتعلق بكل مصلح غيور، يحمل شعلة ينير حندس الظلام؛ ليكشف الزيغ ويدل الأمة على الصراط المستقيم، وهؤلاء لن ينقطعوا أبداً بإذن الله تعالى، وما ذاك إلا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله».
فليحاول كلٌّ منَّا أن يكون فرداً من هذه الطائفة المنصورة، وليترك شباك التمني، وينخرط في سلك المحسنين المصلحين؛ ليحلق في أجواء المعالي.
نعم؛ قد يمرض الحق، ولكنه لا يموت، وقد تتخفى الحقيقة ويأتي من يغطيها، ولكنها لا تُمحى والمعدن البهرج لا يستهوي إلا الغمر إذا كان هشَّ الثقافة يتخبط في متاهات الحيرة!!
في عصر آل العالم فيه إلى قرية صغيرة، سعى فيه المتغلبة لفرض نظام عالمي شمولي يحكم أطرافه المترامية بدعوى الهيمنة الحضارية.. يأتي كتاب «الحضارة الإسلامية» ليعرِّف بالخطوط الثقافية الفكرية العريضة، التي يحتاجها كل مسلم ويجب عليه الاطلاع عليها.
وقد اختار مؤلفه لغة عصرية حوارية هادئة؛ ليكشف زيغ أَلاعِيب تُجَّار الحضارة الجدد، ويبرهن أن الإسلام هو النظام الأوحد الناهض بإيصال الإنسان إلى بر الأمان.
وسيرى المطالع فيه الإجابة عن كثير من المساءلات التي تطوف في أذهان المهتمين بشؤون الحضارة: ما هي مصداقية هذه النظم الوليدة؟ وأين تذهب بنا؟ وأين نحن اليوم منها؟ وهل يملك الإسلام نظاماً عالمياً بديلاً عنها؟
ودار المنهاج كما عودت قراءها تقدم لهم هذا المشعل؛ لينير الدرب للتائهين، وليكشف زيف الكذابين، ولتظهر الحقيقة لمن عميت عليه.
والله وليّ التّوفيق
|