تأليف :
العلامة الأديب البليغ السيد محمد حبيب العبيدي ( 1882-1963م )
تحقيق :
الدكتور عبد الوهاب الكحلة رحمه الله تعالى
النواة
في حقول الحياة
كتاب «النواة في حقول الحياة» لمؤلفه العالم العامل المحب المجاهد الأديب البارع الشريف محمد حبيب العبيدي مفتي الموصل في العراق.. كتابٌ عظيم وسفرٌ جليلٌ.
أودعَ فيه مؤلفه كنوزاً من الحكم، ودرراً نفيسة من فرائد الفوائد المكنونة، شملت فلسفته في مجال الحياة والدعوة إلى وطن سعيدٍ وفكر سامٍ رفيع، وضمَّت آلامه وآماله في جهاده السياسي المرير لبناء مجتمع إسلاميٍّ متماسك، فكان في أدبه مثالياً لا خيالياً، وقريباً من الناس لا بعيداً.
له ديوان شعر رائع وأدب بديعٍ، كلُّ ذلك نظمه في سِمْطٍ متلألئ، جمع فيه خلاصة تجاربه في الحياة، فكانت كما قال: (نسمات الأسحار وقطرات الندى وابتسامات ذكاء، بعثت الحياة في أزهار الربيع) أي: في الجيل المؤمَّل (عسى أن يكون باقة زهر يقدمها النشء الجديد في الحاضر إلى النشء السعيد في القابل إذا نبتت من ربيع شبابه في حقول يقظةٍ وانتباه.
«النواة في حقول الحياة» هي سوارح وبوارح، وشوارد وأوابد، كان يقيدها وحي الفكر متنزلاً من سماء الخيال).
وقد شملت أركان الحياة جميعاً فكانت في أربعة حقول:
الحقل الأول: في الكائنات ومبدعها.
والثاني: في الأخلاق ونتائجها.
والثالث: في الأديان وأهلها.
والرابع: في الحكومات والشعوب.
ثم وشى ذلك بزهرة الوادي ومسك الختام.
كل ذلك في كلماتٍ بديعةٍ ناغم فيها الطبيعة والكائنات، فقاسمها الشجون والآلام، وحملها الطموح والآمال، وكله أمل أن تتحقق مناه في الجيل الجديد، مما ستراه في هذا الكتاب.
وقد سعدت دار المنهاج بزفِّ هذا الكتاب الأدبي الماتع لقرَّائها الأعزاء، عساه يكون لبنةً في تصوين شخصية المسلم من خوادش الأخلاق، ونور هداية تأخذ باليد إلى الصراط المستقيم.
والله الموفق والمعين
|